Admin Admin
عدد الرسائل : 321 تاريخ التسجيل : 14/11/2007
| موضوع: القاء السلام على غير المسلم الأحد يوليو 06, 2008 5:10 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال :
هل يجوز لي إلقاء السلام على زميلي القبطي في العمل وهل يجوز زيارته ؟
الجواب :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد :
أولاً : لابد من معرفة التحية الإسلامية ودلالتها ( السلام عليكم) السلام اسم من أسماء الله الحسنى بمعنى السلامة، والله - جل وعلا - هو السلام ؛ لأنه سالم من كل عيب ونقص ، وله الكمال المطلق من كل وجه، فالسلام - سبحانه وتعالى - سلمت أفعاله من مخالفة الحكمة ، وسلمت صفاته من مشابهة صفات المخلوقين ، وسلمت حياته من نقص الموت والسَّنة والنوم ، وسلمت قدرته من قصور التعب والإعياء والعجز ، وعلى العموم فهو السالم من كل ما ينافي الكمال بأي وجه من الوجوه .
وقول المسلم ( السلام عليكم ) له عدة معان متقاربة ، فمنها أن السلام إخبار المسلِّم لأخيه المسلم بأنه سيكون سالماً من كل أذى أو مكروه يناله منه ، فهو إعلان للمسالمة والموادعة .
ومنها : أن السلام تذكير بالله السلام الذي سلم من المكروهات، وأمن من المحذورات، وأعطى الخيرات .
ومنها : أن السلام بشارة والمعنى أن المسلمين يبشر بعضهم بعضاً بالسلامة من الشرور وحصول الخير .
ومن المعلوم أن التحية والسلام من خصائص الأمم والشعوب، فلكل أمة تحيتها القولية والفعلية، وهذه تحية المسلمين وهي جزء من هويتهم ومزيتهم التي يفترقون بها عن غيرهم .
وبالنسبة للسلام مع غير المسلمين فهناك حالات :
الأولى : ابتداء المسلم بالسلام، وهذا ورد النهي عنه في حديث أبي هريرة – رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال : ( لا تبدأوا اليهود والنصارى بالسلام ) رواه مسلم .
والثانية : رد السلام إذا كان الابتداء من غير المسلم وهذا ورد فيه حديث عبد الله بن عمر في الصحيحين أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال : ( إذا سلم عليكم اليهود فإنما يقول أحدهم، السام عليك فقل : عليك ) والمراد السام عليك: أي الموت لك، ولذا يكتفي بالجواب بذلك، وفي رواية عائشة قالت : دخل رهط من اليهود على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: السام عليك، ففهمتها فقالت: وعليكم السام واللعنة ، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : مهلاً يا عائشة ؛ فإن الله يحب الرفق في الأمر كله ، فقالت: ألم تسمع ما قالوا ؟!، فقال لها : قد قلت لهم وعليك ) متفق عليه .
وفي حالة التأكد أن التحية التي قيلت هي السلام عليكم بلا شك فقد قال : ابن القيم : الذي تقتضيه الأدلة الشرعية وقواعد الشريعة أن يقال له وعليك السلام ؛ فإن هذا من باب العدل والله يأمر بالعدل والإحسان ، وقد قال تعالى :{ وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها } فندب إلى الفضل وأوجب العدل ولا ينافي هذا شيئاً من الأحاديث ؛ فإنه – صلى الله عليه وسلم - إنما أمر بالاقتصار على قول الراد " وعليكم " بناء على السبب المذكور الذي كانوا يتعمدونه في تحيتهم ". فإذا زال السبب وقال الكتاب : السلام عليكم ورحمة الله فالعدل في التحية يقتضي أن يرد عليه نظير سلامه " .
وأما الزيارة ففيها تفصيل يمكن إيجازها في هذه الحالات :
الأولى : إن كان المقصود من الزيارة دعوته للإسلام ويرجو استحبابه فلا مانع ، بل يؤجر على ذلك ، وقد ثبت عن البخاري في صحيحه من حديث أنس – رضي الله عنه - أنه قال كان غلام يهودي يخدم النبي - صلى الله عليه وسلم - فمرض فأتاه النبي – صلى الله عليه وسلم - فعاده ، فقعد عند رأسه فقال له : أسلم ، فنظر إلى أبيه وهو عنده فقال له : أطع أبا القاسم ، فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول : الحمد الله الذي أنقذه بي من النار ) .
الثاني : إن كان هناك سبب معتاد متعارف عليه للزيارة فلا مانع ؛ فإن كان قريبه نصراني فله حق القرابة، ويدخل فيها الزيارة وكذا الجار فعموم الأمر بالإحسان إلى الجار تدخل فيه الزيارة ، ونحو ذلك من الأسباب المألوفة ، ويحسن أن ينوي دائماً أن تكون زيارته دعوة للإسلام ولو غير مباشرة ، وذلك بإظهار محاسن الإسلام وأخلاق المسلمين وحسن الصلة والتعامل ، ويحسن مع ذلك أن تكون الزيارة بقدر الحاجة ، وبما لا يقع فيه محرم أو تأثير سلبي برؤية المنكر وعدم الإنكار .
الثالثة :أن كانت الزيارة على سبيل التعظيم له ، وفيها إظهار منـزلة له أرفع من المسلم ، وأنه صاحب الفضل والمنة ، وكان إلى ذلك خشية الافتتان به والتأثر بأقواله وأفعاله ، فهذه الزيارة ممنوعة لمخالفتها القواعد الشرعية التي فيها فضيلة المسلم ورفعة مقامه ، وما ورد من النهي عن تهنئتهم في أعيادهم وغير ذلك ، مما يتضمن الإقرار بالباطل أو الافتتان به .
وبالجملة ماكان فيه مصلحة والمفسدة مأمونة فلا بأس بقدر ما تقع به المصلحة، ويكون فيه إظهار حسن تعامل المسلمين ووفائهم بالحقوق والواجبات الإنسانية ولا يخالطه تعظيم أو ترخص في الخلطة التي تؤدي إلى الوقوع في ارتكاب المحرمات
| |
|