موضوع: من هدى النبوة - سرعة إعطاء الأجير حقه الإثنين أغسطس 11, 2008 10:51 am
من هدى النبوة
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (أَعْط الأَجِيرَ أَجْرَهُ، قَبْلَ أَنْ يَجِفَّ عَرَقُهُ). رواه ابن ماجه
لقد رغب النبي صلى الله عليه وسلم في سرعة إعطاء الأجير حقه فقال :" أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه". ومن أنواع الظلم الحاصل في مجتمعات المسلمين عدم إعطاء العمال والأجراء والموظفين حقوقهم ولهذا عدة صور منها : أن يجحده حقه بالكلية ولا يكون للأجير بينة ، فهذا وإن ضاع حقه في الدنيا فإنه لا يضيع عند الله يوم القيامة ، فإن الظالم يأتي وقد أكل مال المظلوم فيعطى المظلوم من حسنات الظالم فإن فنيت أخذ من سيئات المظلوم فطرحت على الظالم ثم طرح في النار. أن يبخسه فيه فلا يعطيه إياه كاملا وينقص منه دون حق، وقد قال الله تعالى: (ويل للمطففين) [المطففين /1]. ومن أمثلة ذلك ما يفعله بعض أرباب العمل إذا استقدم عمالا من بلدهم وكان قد عقد معهم عقدا على أجر معين ، فإذا ارتبطوا به وباشروا العمل عمد إلى عقود العمل فغيرها بأجور أقل، فيقيمون على كراهية ، وقد لا يستطيعون إثبات حقهم، فيشكون أمرهم إلى الله، وإن كان رب العمل الظالم مسلما والعامل كافرا كان ذلك البخس من الصد عن سبيل الله فيبوء بإثمه. ومن ذلك أن يزيد عليه أعمالا إضافية أو يطيل مدة الدوام ولا يعطيه إلا الأجرة الأساسية ويمنعه أجر العمل الإضافي . أو أن يماطل فيه فلا يدفعه إليه إلا بعد جهد جهيد وملاحقة شكاوى ومحاكم ، وقد يكون غرض رب العمل من التأخير إملال العامل حتى يترك حقه ويكف عن المطالبة ، أو بقصد الاستفادة من أموال العمال بتوظيفها ، وبعضهم يرابي فيها والعامل المسكين لا يجد قوت يومه ولا ما يرسله نفقة لأهله وأولاده المحتاجين الذين تغرب من أجلهم. فويل لهؤلاء الظلمة من عذاب يوم أليم، روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قال الله تعالى : ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرا وأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره